وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ
هدى من الآيات :
لكي نعالج الكبر الذي انطوت عليه النفوس ، لا بدّ أوّلا : أن ننظر الى حجمنا بالقياس الى عظمة الخلائق ، ثانيا : إذا اطمأنّت النفس الى عظمة البارئ الذي خلقها وأتقن صنعها ، التجأت إليه بالدعاء ، وخلعت رداء التكبّر ، وارتدت ثوب العبودية لربّ العالمين ، أمّا الذين يستكبرون عن عبادة الله (وعن الدعاء وهو مخّ العبادة) فسيدخلون جهنّم داخرين ، ثالثا : نشكر ربّنا على نعمه التي تحيط بنا ، ولولا واحدة منها انعدمت حياتنا وتحوّلت الى جحيم لا يطاق ، فهو الذي جعل الليل سكنا والنهار معاشا ، إنّه فضل عظيم ، ولكنّ أكثر الناس لا يشكرون (ولذلك تجدهم يستكبرون) .
ولماذا ينحرف البشر عن صراط الله الذي ربّاه ونعّمه ، وهو خالق كلّ شيء ، ولا سلطان إلّا سلطانه ، ولا إله إلّا هو الواحد الأحد؟ لأنّه يجحد بآيات الله (وهكذا عاد السياق الى موضوع رئيسي في السورة ، وهو التعامل مع آيات الله)