جاء في الأثر عن الإمام الصادق (ع): «أطب كسبك تستجاب دعوتك ، فإنّ الرجل يرفع اللقمة الى فيه حراما فما تستجاب له أربعين يوما» (١)
وروي عنه أنّه قال : قال رسول الله (ص) : «خمسة لا يستجاب لهم : رجل جعل الله بيده طلاق امرأته فهي تؤذيه وعنده ما يعطيها ولم يخلّ سبيلها ، ورجل أبق مملوكه ثلاث مرّات ولم يبعه ، ورجل مرّ بحائط مائل وهو يقبل إليه ولم يسرع المشي حتى سقط عليه ، ورجل أقرض رجلا مالا فلم يشهد عليه ، ورجل جلس في بيته وقال : اللهم ارزقني ولم يطلب» (٢)
والعامل المشترك بين هؤلاء جميعا : الاكتفاء بالدعاء عن السعي. (٣)
وكلمة أخيرة : إنّ من الناس من يحجم عن الدعاء بمجرّد تباطؤ الإجابة عنه وهو لا يعلم :
أوّلا : أنّ توفيقه للدعاء أعظم مما يطلبه ، وأنّ أجره عند الله أكبر بكثير من تحقيق رغباته العاجلة ، حتى أنّ المؤمن يتمنّى يوم القيامة أن لو كانت أدعيته جميعا غير مستجابة في الدنيا لما يجد من الثواب العظيم لمن لم يستجب دعاؤه.
ثانيا : قد يدعو الإنسان بما يضره فيرحمه الله بعدم استجابته ، ويبدله بما هو خير له.
ثالثا : بعض الدعاء يستدعي تغيير سنن الله التي لا تتبدّل ، كأن يدعو المرء توقّف الأرض عن الحركة أو ألّا يموت أبدا أو أن ينتهي الصراع القائم بين الناس أو
__________________
(١) المصدر / ص ٣٥٨.
(٢) المصدر / ص ٣٥٦.
(٣) للتفصيل في الدعاء يمكن مراجعة كتاب المؤلّف عن الدعاء.