حينا ، فسبحان الذي قدّر الليل والنهار وما أعجب حال الذي يستريح في كنف الليل ويتقلّب في كفّ النهار ثم يتكبّر على ربه؟!
(إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ)
إنّهم لا يتذكّرون عظيم نعم الله عليهم ليل نهار ، وأنّه لا حقّ لهم فيها ، إنّما هي فضل من الله عليهم ومنّة ، وحق عليهم أن يشكروا ربّهم الذي منّ عليهم بهذا الفضل ، وأوفى الشكر أن يعرفوا بأنّه هو المنعم ، فتخشع قلوبهم لذكره ، ثم تسعى جوارحهم الى أوطان تعبّده.
[٦٢] أنظر الى ما حولك من الكائنات. أو لا ترى في كلّ شيء آثار قدرة الله ، ولطيف صنعه ، وواسع علمه وخبره ، وبالغ حكمته ، وحسن تدبيره؟ بلى. كلّ شيء يسبّح بحمد ربّنا العظيم ، وكلّ شيء ينطق بأفصح لغة بأنّ الله خالقه ومدبّر أمره ، فهل خلقت الأشياء بذاتها أم وجدت صدفة وبلا علّة ولا حكمة ولا تدبير؟!
أيّ عقل يتقبّل ذلك أم أيّ وجدان؟!
ثم أين ينحرف البشر عن خالق كلّ شيء؟! أإله من دونه يتجهون إليه ، أم يتيممون صوب الضلال البعيد؟!
(ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ)
أو يستقيم أن نقول : إنّ الله خالق كلّ شيء ، ولكنّ من يهيمن على الأشياء هو غيره؟!
(فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ)