(وَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَأَيَّ آياتِ اللهِ تُنْكِرُونَ)
[٨٢] وماذا يغني الإنكار ـ لو أنكرتم ـ عنكم شيئا؟! إنّ الحجة قد تمّت ، والإنذار قد كان بالغا ، والانتقام شديد ، ولكم في حياة الغابرين عبرة لا ينبغي تجاوزها ، أولئك أيضا أنكروا اعتمادا على قوّتهم وغرورا بما لديهم من علم ، واستهزءوا بالحقائق إيغالا في اللهو واللعب ، فانظروا كيف كانت عاقبة أمرهم ، فما راعهم إلّا وبأس الله على رؤوسهم ، فأعلنوا الإيمان لعلّه يدفع عنهم قضاء الله ، ولكن هيهات!
(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ)
لينظروا مصارع عاد وثمود وأصحاب الأيكة ، وليقرأوا على بقايا قلاع بعلبك ، وأهرامات مصر ، وأطلال مدينة بابل ، وما في المدائن و.. و.. تاريخ الظالمين.
بلى. ساروا وقرءوا وحفظت كتب التاريخ ، ومتاحف البلاد ، وروايات الناس كثيرا من هذه الحقائق ، ولكنّ الإعتبار هو المهم.
(فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ)
وهل أنّهم انتهوا لقلّة عددهم ، أو ضعف عدّتهم ، ومحدودية آثارهم بالقياس إليهم؟ كلا ..
(كانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ)
لقد عمّروا الأرض بإثارة التراب وتغيير ملامحه أكثر مما فعل هؤلاء فما أغنت عنهم القصور الشامخة ، والقلاع المنيعة ، والمنائر الضاربة في السماء.