الإطار العام
تفتتح السورة ببيان عن القرآن الذي فصّلت آياته ببلاغة نافذة تنفع العلماء الذين تبشّرهم بالحسنى ، كما تنذر المعرضين الذين لا يسمعون آياته.
وتلخّص هذه الفاتحة المحاور التالية للسورة :
المحور الأوّل : الجحود والإعراض والاستكبار الذي ابتلي به أكثر القوم حتى زعموا أنّ قلوبهم في أكنّة فلن تهتدي أبدا ، ويذكر السياق عوامل هذه الحالة الشاذة ، ويعطي وصفة العلاج لها.
ويقارن الذكر بين هذه الحالة الموغلة في الضلالة ، وما عليه المؤمنون الذين استقاموا فنزلت عليهم الملائكة ، واشتغلوا بالحمد والتسبيح لله بلا كلل ولا سأم.
وتكاد تكون هذه المقارنة أبرز سمات هذه السورة المباركة ، فإذا تلونا في الآية (٥) قول الجاحدين (فِي آذانِنا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنا عامِلُونَ) متحدين بكل صلافة الرسالة الإلهية ، فإننا نتلوا في الآية التالية (٦) قوله :