(فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ) ليتحدى المؤمنون صلافة الجاحدين بما يفوق إصرارهم ، ويهزم عنادهم!
وحين نقرأ في الآية (٢٥) : (وَقَيَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ) حيث يبيّن القرآن مدى شقاء هذه الطائفة الجاحدة حتى لزمتهم كلمة العذاب ، فإنّنا نقرأ في الآية (٣٠) : (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ) . فهناك قرناء السوء ، وهنا أولياء الرحمة.
وأخيرا حين يبيّن السياق في الآية (٣٨) استكبار أولئك الجاحدين ، يبيّن أن من عند الله لا يسأمون عن التسبيح.
ولمعالجة حالة الإعراض عن الذكر والجحود في آيات الله ينذرهم الربّ في دنياهم بصاعقة مثل صاعقة عاد وثمود (١٣) ، كما ينذرهم في عقباهم بنار السعير في يوم تشهد عليهم جوارحهم (١٩) .
ويشير السياق الى بعض عوامل الإعراض كالظن السيء بالله ، وقرناء السوء ، واللّغو في القرآن (التضليل) ، ويحذّر مرّة بعد مرة من العذاب الشديد الذي ينتظر الجاحدين حتى أنّهم يبحثون هنالك عمّن أضلهم من الجن والإنس ليجعلوهم تحت أقدامهم (٢٣) .
كما يبشّر الذين يذكرون ويستقيمون على الذكر بالسداد والنصر في الدنيا ، والجنة والرضوان في الآخرة.
المحور الثاني : التذكرة بآيات الله في الآفاق وفي أنفسهم ، حيث يبيّن القرآن هنا قصة خلق الكائنات في أيّام أو مراحل (٩) وأنّ من آياته الشمس والقمر حيث يدعو الى نبذ السجود لها ، وإنّما التوجه الى خالقها بالسجود والتسبيح ، وأنّ من