لَهُ أَنْداداً ذلِكَ رَبُّ الْعالَمِينَ)
من خلال السياق نستوحي عظمة الأرض لعلّنا نهتدي الى عظمة الخالق الذي خلقها فقط في يومين ، وهكذا نعرف مدى خطورة الكفر بربّنا العظيم!!
ولكن تتوارد التساؤلات الواحد بعد الآخر حول هذه الآية : كيف تمّ الخلق؟ وما هما اليومان اللّذان خلقت الأرض فيهما؟ ولماذا التأكيد عليهما؟
أوّلا : تقول بعض النظريات الحديثة : إنّ الأرض انفصلت عن الشمس قبل حوالي ألفي مليون عام ، فهل هذا هو معنى خلق الأرض في يومين؟ أم معنى خلقها تهيئتها بصورتها التي استعدّت لاستقبال شروط الحياة ، فقد مرّت مدّة طويلة حتى بردت الأرض وتصلّب قشرها بعد أن كانت كرة ملتهبة مثلما هي اليوم باطنها حيث لا زالت المواد تنصهر هناك في حرارة شديدة.
وجاء في حديث مأثور عن الإمام أمير المؤمنين (ع) فيما يتّصل بخلقة الأرض :
«كبس الأرض على مور أمواج مستفحلة ، ولجج بحار زاخرة ، تلتطم أواذيّ أمواجها ، وتصطفق متقاذفات أثباجها ، وترغو زبدا كالفحول عند هياجها ، فخضع جماح الماء المتلاطم لثقل حملها ، وسكن هيج ارتمائه إذ وطأته بكلكلها ، وذلّ مستخذيا إذ تمعّكت عليه بكواهلها ، فأصبح بعد اصطخاب أمواجه ساجيا مقهورا ، وفي حكمة الذلّ منقادا أسيرا ، وسكنت الأرض مدحوّة في لجّة تيّاره ، وردّت من نخوة بأوه واعتلائه ، وشموخ أنفه ، وسموّ غلوائه» (١)
ويبدو أنّ حديث الإمام يتصل بمرحلة واحدة من أطوار الأرض ، وكيف هيّأها الربّ لسكن الأحياء ، حيث مرّت الأرض بأطوار عديدة تشير إليها سائر النصوص
__________________
(١) موسوعة بحار الأنوار / ج (٥٧) ص (١١١) .