ومن أطرف ما قرأته حول هذه المدة في النصوص ما جاء في حديث مأثور عن الإمام أمير المؤمنين (ع) بعد أن سأله رجل قائلا : فكم مقدار ما لبث الله عرشه على الماء من قبل أن يخلق الأرض والسماء؟ فأجاب : أتحسن أن تحسب؟ قال : نعم ، قال : لعلّك لا تحسن! ، قال : بلى ، إنّي لأحسن أن أحسب ، قال علي (ع):
«أفرأيت لو كان صبّ خردل في الأرض [حتى] سدّ الهواء وما بين الأرض والسماء ، ثم أذن لمثلك على ضعفك أن تنقله حبّة حبّة من مقدار المشرق الى المغرب ، ثم مدّ في عمرك ، وأعطيت القوة على ذلك حتى تنقله ، وأحصيته ، لكان ذلك أيسر من إحصاء عدد أعوام ما لبث عرشه على الماء من قبل أن يخلق الأرض والسماء ، وإنّما وصفت لك ببعض عشر عشير العشير من جزء مائة ألف جزء ، وأستغفر الله من القليل في التحديد» (١)
ولعلّ أيّام خلق الأرض والسماء ، وتوفير فرص الحياة على الأرض ، هي التي أشارت إليها آيات الذكر من :
١ ـ خلقة الماء ، حيث كان عرش القدرة مستويا عليه ، ولعلّه كان أصل الكائنات مادّة تشبه الماء.
٢ ـ خلقة الدخان ، ولعلّه الحالة السديمية في الكائنات.
٣ ـ تكوّن المجرّات والشموس والكرات الأخرى ، وانفصال الأرض عن الشمس.
٤ ـ حالة دحو الأرض وتصلّب قشرتها ، حيث نجد إشارة الى ذلك في آي الذكر كثيرا.
__________________
(١) المصدر / ص (٢٣٣) .