٥ ـ حالة توفّر عوامل الحياة عليها من ماء وهواء ومواد ضرورية أخرى.
ثالثا : ويبقى السؤال : ما هي الحكمة التي نستفيدها من بيان هذه الحقيقة؟
والجواب :
ألف : بيان قدرة الله وعظمته المتجلّية في تكوين الخلائق وتطويرها مرحلة بعد مرحلة وتدبير أمورها في كلّ مرحلة ، حتى انتهى المطاف بها الى صورتها الحالية ، وهي لا تزال تسير في ركب التطوّر الى حيث يشاء الله ، وهنا نجد إشارة الى هذه الحكمة حيث يذكّرنا الربّ بقدرته بعد بيان خلق السماء في يومين.
حقّا ، إنّنا حين نتصوّر الكائنات تتقلب في كفّ القدرة الالهية تلك الدهور المتطاولة التي لا يعلمها الا الله سبحانه ، ونتصور ـ مثلا ـ ذلك الإنفجار المهيب الذي يرى بعض العلماء أنّه وقع في الكون قبل (١٥) مليار عام ولا تزال أصداؤه تدوّى في جنبات العالم الرحيب بالرغم من هذه الدهور المتطاولة ، لا بدّ أن تتضاءل نفوسنا أمام قدرة الرب ، وندع التكبّر والغرور والمعاصي ، وجدير بنا أن نقرأ خطب الإمام أمير المؤمنين (ع) التي تصف الكائنات وتطوّراتها ، وتعظ الناس بالتواضع واجتناب الكبر والمعاصي.
باء : لعلّنا نستوحي من خلقة الله الخلائق في الزمن أنّ انقضاء الأجل وتقدّم المدة وصيرورة التكوّن من حقيقة الكائنات المحدثة ، ذلك أنّ أول الشواهد وأبلغ الحجج على أوّلية الخالق زوال الكائنات وعلى قدمه حدوثها ، وعلى حدوثها صيرورتها وتقلباتها ، واكتمالنا بعد النقص ، وانتقاصها بعد الكمال.
جاء في الحديث عن الإمام علي (ع) :