ولقد ذكّرنا بذلك مكرّرا.
[١٠] لقد وفّر الله شروط الحياة في الأرض ، وأوّلها استقرار الأرض بالجبال الراسيات ، التي تتصل ببعضها وتمنع الميلان ، الناشئ من الرياح الهوج أو الغازات المتجمّعة في مركز الأرض والتي تسبّب الزلازل.
(وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها)
يقول العلماء : إنّ كلّ حدث يحدث في الأرض في سطحها أو فيما دون سطحها يكون من أثره انتقال مادة من مكان الى مكان يؤثر في سرعة دورانها ، فليس المد والجزر هو العامل الوحيد في ذلك ، حتى ما تنقله الأنهار من مائها من ناحية الى ناحية تؤثر في سرعة الدوران ، وما ينتقل من رياح يؤثر في سرعة الدوران ، وسقوط في قاع البحار ، أو بروز في سطح الأرض هنا أو هنا يؤثر في سرعة الدوران ، ومما يؤثر في سرعة الدوران أن تتمدّد الأرض أو تنكمش بسبب ما ، ولو انكماشا أو تمدّدا طفيفا لا يزيد في قطرها أو ينقص منه إلّا بضع أقدام. (١)
وهذه الحسّاسية البالغة بحاجة الى أثقال تحافظ على الأرض ، سواء من تأثير الهواء المحيط بها أو الغازات المحتبسة فيها لكي لا يختلّ توازنها.
والمعروف أنّ الجبال هي النتوءات الظاهرة للقشرة الصخرية التي تحيط بكرة الأرض ، وكأنّها درع حديدي برز بعض جوانبه بينما تبقى سائر جوانبه غائرة في الماء أو مدفونة بالتراب.
هكذا أشار الإمام علي (ع) إلى هذه الآية الإلهية حين قال :
__________________
(١) في ظلال القرآن / ص (٣١١٣) نقلا عن كتاب «مع الله في السماء» .