من هدى القرآن [ ج ١٢ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في من هدى القرآن

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

«وعدّل حركاتها بالراسيات من جلاميدها (١) ، وذوات الشناخيب الشمّ (٢) ، من صياخيدها (٣) ، فسكنت من الميلان ، برسوب الجبال في قطع أديمها وتغلغلها ، متسرّبة في جوبات خياشيمها ، وركوبها أعناق سهول الأرض وجراثيمها» (٤) .

(وَبارَكَ فِيها)

لقد خلق الله الأرض طورا بعد طور ، حتى تكاملت وتهيّأت لاستقبال الحياة ، فبعد أن تصلّبت قشرة الأرض خلق الله فيها الماء من اتحاد الأيدروجين بنسبة ٢ والأكسجين بنسبة ١ ثم تعاون الماء والهواء في تفتيت الصخور وتشتيتها حتى صارت تربة صالحة للزراعة والبناء ، كما تعاونا على نحر الجبال والنجاد وملء الوهاد فلا تكاد تجد في شيء كان على الأرض أو هو كائن إلّا إثر الهدم والبناء. (٥)

ومرّت العصور المختلفة ، وفي كلّ يوم بل كلّ لحظة تتطوّر الكرة الأرضية أكثر فأكثر بإذن الله ، ويبارك فيها ، فحينا بالثلوج التي غطّت وجه البسيطة ، وحينا بالطوفان ، وآخر بالأعاصير ، ورابع بالشروق المستمر للشمس ، وكذلك بتلقّي أشعة تنطلق من النجوم البعيدة ، وبألوان العوامل الأخرى .. وخلال ملايين السنين بارك الله في الأرض.

(وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها)

ومن مصاديق البركة الأقوات التي قدّرها الربّ في الأرض ، حيث أودع التربة

__________________

(١) الجلاميد : الصخور.

(٢) الشناخيب الشمّ : القمم المرتفعة.

(٣) الصياخيد : الصخور الشديدة.

(٤) موسوعة البحار ج (٥٤) ص (١١٢) .

(٥) نقلا عن كتاب «مع الله في السماء» .