وَقَيَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ
هدى من الآيات :
أفضل باعث للإنسان الى التقوى تحسّسه بأنّ الله يسمعه ويراه ، وأنّه أقرب إليه من حبل الوريد ، ثم رؤيته بحقيقة الإيمان ، والحضور في مقام قربه ، ومقعد الصدق عنده ، وبالتالي تلمّس شهوده وشهادته على كلّ شيء ، وأنه بحوله يكون كلّ حول ، وبقوّته تقوم كلّ قوّة ، وبحياته كلّ شيء حي.
ولقد ذكّرتنا فاتحة هذا الدرس بهذه البصيرة ، وأنّ الردى الذي هوى إليه أولئك الخاسرون كان بسبب ظنّهم السيء بربّهم فلم يقدّروه حق قدره ، ولم يعرفوه كما ينبغي ، وأنّه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، وأنّه غفّار لمن تاب وآمن ثم اهتدى.
والآن لا يجديهم الصبر راحة ، ولا العقاب خلاصا ، بل النار مثواهم أبدا.
وبذلك الظن قيّض الله لهم قرناء السوء من الشياطين ، من الأمام والخلف