البشر ، ولا يمكن أن يرضي أحد أحدا ، لأنّ ادعاءات ابن آدم أكبر من حجم الدنيا نفسها ، وتمنيّاته أوسع من حياته على الأرض ، فكيف تتحقّق جميعا؟ بينما الآخرة دار واسعة ، أكبر من طموحات البشر وتطلّعاته ، وهكذا تتحقّق أماني المؤمنين بلا جهد أو سعي.
جاء في حديث مأثور رواه الإمام الباقر ـ عليه السلام ـ عن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ٧٤ ـ :
«وليس من مؤمن في الجنة إلّا وله جنات كثيرة ، معروشات وغير معروشات ، وأنهار من خمر ، وأنهار من ماء غير آسن ، وأنهار من لبن ، وأنهار من عسل ، فإذا دعا وليّ الله بغذائه أتي بما تشتهي نفسه عند طلبه الغذاء من غير أن يسمّي شهوته» (١)
[٣٢] وأعظم النعم لأهل الجنة أنّهم في ضيافة الرحمن ربّ السموات والأرض ربّ العرش العظيم ..
(نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ)
[٣٣] ومثلما الإيمان بالله ذروة الكمال وسبيل كلّ خير ، فإن الدعوة إليه أحسن المقال ، وطريق كلّ صلاح وإصلاح ، ولأنّ الدعاء الى الله خير الأعمال فقد اجتبى له الربّ خير خلقه ، وهم الرسل ثمّ الأمثل فالأمثل من عباده الصالحين.
وحين يرفع الإنسان صوته بالدعوة تتساقط الأوهام التي يبثّها الشيطان في روع البشر ، كما تهتزّ الأصنام التي يصنعها في المجتمع!!
__________________
(١) نور الثقلين / ج (٤) ـ ص (٥٤٨) .