الدعاء إلى الله يعني محاربة الجبت وعبادة الذات ، كما يعني مواجهة الطاغوت وعبادة أولي القوة والثروة.
الدعاء إلى الله ينطوي على تزييف الدعوات الكاذبة إلى القومية والعنصرية والإقليمية وما إليها من ضلالات الشرك.
الدعاء الى الله يستدعي زكاة النفس ألّا تسترسل مع الشهوات ، ولا تستفز بهمزات الغضب الشيطانية.
(وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى اللهِ)
أحسن قولا : لأنّ محتوى قوله الدعوة الى الغفور الرحيم.
وأحسن قولا : لأنّ أسلوب دعوته سليم ، فلأنّها مجردة عن ذاته لا تتأثّر بالمصالح الشخصية ، أو بالظروف المتغيّرة ، فيختار أفضل السبل للدعوة ، يتواضع للناس ، ويحسن إليهم ، ولا يتجبّر عليهم ولا يبحث في دعوته عن شهرة أو سمعة ، ولا يتأثّر بعصبيّة.
إنّ دعوته بذاتها خير عظيم حظي به فهو يحمد الله أبدا على هذا التوفيق ، فلا يطلب على دعوته أجرا من الناس أو شكرا ، وإذا واجه إعراضا أو كفورا لا يلويه ذلك عن سبيل الدعوة ، لأنّ دعوته مدفوعة الثمن سلفا من عند ربّه.
ثم إنّ دعوته ليست مجرّدة عن سلوكه. إنّه يسارع إلى تنفيذ شرائع الله ، والعمل الصالح ، والتسليم للقيادة الشرعية ، والرضا بها ، ممّا يشهد بصدقه في دعوته ، كما يشهد على صدق دعوته ، فمن دعا الى الله حقّا فقد عرف ربّه ، ومن عرف ربّه صلحت أفعاله ، ولم يطلب علوّا في الأرض ولا فسادا ، بل سلّم الأمر لله ولأولى