وَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ
هدى من الآيات :
انطلاقا من محور الوحدة يبيّن لنا هذا الدرس سبب الخلاف بين البشر ، وهو ظلم الإنسان للآخرين ممّا يسمّيه القرآن بالبغي ، حيث يبدأ بسلب حقوقهم الأمر الذي يجرّ الى تنامي الصراعات ، وبالرغم من أنّ كلّ ظالم يغلّف بغيه بمختلف التبريرات ، بل يصنع لنفسه ثقافة (ودينا) يزعم أنّه يدافع عنها ويذبّ عن قدسيتها ، إلّا أنّه كذّاب ، لأنّ الاختلاف لا يكون من أجل القيم ، فالقيم لا اختلاف فيها ، وإنّما الاختلاف نتيجة للبغي والسعي وراء حطام الدنيا.
وعند ما يجد الإنسان الخلافات الاجتماعية ، يكاد ينكر هيمنة الخالق على الخلق ، ويظنّ أنّه تعالى فوّض الأمور إليهم ، ويتساءل : إذن لماذا لا يحكم الربّ بين عباده ، ويفضّ الخلافات؟ ولماذا لا ينصر أصحاب الحق؟
وما هي إلّا وسوسة شيطانية لفصل الخلق عن هيمنة الله ، إذ أنّها تدفع الإنسان