الإطار العام
لكي تستقبل أفئدتنا ضياء الايمان لا بدّ أن نطهّرها من طائفة من الأدران التي تترسّب عليها ، وآيات الذكر تذكّرنا بها ، وتشجّعنا على تزكية القلوب منها ، وتوصينا بكيفية ذلك ، ويبدو أنّ سورة الزخرف تجري في هذا السبيل .. كيف؟
إنّ هدف الكتاب المبين الذي جعله الله قرآنا عربيّا (بلغتهم ، ويفصح جليّا عن الحقائق) بلوغ العقل ، وهو أسمى وأدق تعبير عمّا في أمّ الكتاب (١) .
ثم تترى الآيات في تبصير الإنسان بالعقبات النفسية التي لا بدّ من تجاوزها (أو الأقفال التي يجب فكّها ، والأمراض التي يجب معالجتها ، والأدران التي يجب تطهير القلب منها ليستعدّ للإيمان) وهي :
أوّلا : الغرور بالمال ، وهل يضرب القرآن الذكر صفحا لأنّهم قوم مسرفون؟ أفلا ينذرون قبل أن يكسر غرورهم عذاب عقيم ، كما أهلك أشدّ منهم بطشا ، وتركهم أحاديث لمن يعتبر بهم؟ (٥) .