قرآنا عربيا لعلّكم تعقلون
هدى من الآيات :
في هذا الدرس يمهّد الذكر الحديث عن الموضوع الأساسي في هذه السورة ، وهو كما قلنا : التكيّف السليم مع الحياة الدنيا ، وذلك بالتذكرة بحكمة الكتاب المبين الذي أنزله الله وجعله قرآنا عربيا ، والتي تتلخّص في إيقاظ العقل من سباته ، وهو أعلى وأحكم نسخة لأمّ الكتاب الذي عند الله ، وبعد بيان أنّ إسراف الجاهليين لا يمنع رحمة الله عنهم بتذكيرهم يعالج السياق واحدة من أبرز عقبات الإيمان ، والتي يهتم القرآن كثيرا بها ، وهي حالة اللّامبالاة والاسترسال مع الواقع الفاسد ، التي تنعكس في صورة الاستهزاء بالرسالة والسخرية من الرسول ، ويبدو أنّ منشأ هذه الحالة الرضا بالواقع القائم ، فما دام الباطل يحقّق أهدافي ومصالحي ، ويشبع طموحي ورغبتي ، لماذا الاستماع إذا الى داعي الله؟
ذلك لأنّ الباطل ضار زاهق ، وإنّما الحق وحده باق نافع. أنظر مثلك السابقين ، واعتبر بعاقبتهم ، فإنّك لا تملك حياتين تجرّب في أحدهما السبل الكفيلة