سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا
هدى من الآيات :
تسعى آيات هذه السورة الى ترشيد العلاقة بين الإنسان وما حوله ، وإنّما يتمّ ترشيدها بالرؤية السليمة ، ذلك أنّ بصيرة الإنسان تجاه الطبيعة وظواهرها هي التي تكيّف علاقته بها.
ويذكّرنا السياق هنا بأنّ ما أوتينا من نعم الحياة لا بدّ أن يهدينا الى معرفة ربنا والتقرب إليه ، فنعمة الزوجية وسيلة لمعرفة الله ، كيف؟ فلقد خلق ربّنا من كلّ شيء زوجين اثنين ليعرّف كلّ شيء بعجزه وحاجته ، حتى لا يشعر أيّ مخلوق بالاستغناء فيطغى ، وليبيّن له أنّه مخلوق يحتاج الى قرين يكمّله ، وكما حاجة الإنسان الى الزوج كذلك حاجة الإنسان الى الأشياء والأحياء من دونه ، فالإنسان بحاجة الى دابة وسفينة إذا أراد قطع الفيافي والبحار ، وحاجته دليل عجزه ، وشاهدة على غنى ربّه ، ولكن بدل أن يعطي الله للإنسان جناحين يطير بهما ، أو أرجل سريعة يسابق بهما الريح ، أو أذنين حادّتين كما أذني الحصان ، بدل كل