ويتساءل السياق : كيف يختار البنات وهنّ ناشئات الحلي والزينة ، ولا يصلحن للجدال والمخاصمة؟!
وهكذا جعلوا الملائكة إناثا بينما هم عباد الرحمن والعباد أمام معبودهم شرع سواء (وهكذا ينسف القرآن أساس التفاضل الذاتي بين الخلق وهو في ذات الوقت الانحراف الكبير الذي يزيغ اليه ذووا الثروة والجاه) وينكر عليهم أن يقولوا ما ليس لهم به من علم وينذرهم بأنّ كلامهم يعتبر شهادة ، وأنّه مسجّل عليهم ، وأنّهم يسألون عنه.
(وجعل الملائكة أو غيرهم أنصاف آلهة يساهم في الإيمان بالقدر (الجبر) وأنّهم لا يملكون من أنفسهم شيئا) وأنّه لو شاء الله لما عبدوا الملائكة.
(ولكن انسياقهم وراء النظرية القدرية تمّ بدفع شهواتهم ونزوع الإنسان الى التملّص من المسؤولية) وإنّه ما لهم بذلك من علم إن هم إلّا يخرصون.
(وتراهم يعظّمون آباءهم الى درجة اتباعهم بغير هدى) ولا يجوز تقديس الآباء إلّا بقدر ما كان عندهم من كتاب أو هدى ، أما إنّهم يقولون إنّا مهتدون لأنّنا نتبع آباءنا فيما وجدناهم ماضين عليه من شرعة ومنهاج.
وهذه عبادة جرت في كل الأمم ، فما أرسل الله في قرية من نذير يحذّرهم من الاسترسال مع المنكرات إلّا قال المترفون فيها (الذين عبدوا الثروة وخشوا من الإصلاح) (إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ) ، وإنّنا ماضون عليها .. وحين دعاهم النذير بما هو أهدى من آثار آبائهم كفروا برسالته فانتقم الله منهم بسبب تكذيبهم ، وأثبت الانتقام أنّهم مسئولون عن مواقفهم ، اعترفوا بها أو لم يعترفوا (وهكذا بان كفران الإنسان وأصله الجهل بمقام الله وأنّه لا يتشبه بخلقه أبدا) .