وأنّهم يحوطون دينهم ما درّت معايشهم ، ولكنّ الخطأ هو الحتميّة الاقتصادية التي زعمت أنّ الإنسان محكوم كليّا بطرق الإنتاج كما قالت الماركسية.
وهكذا للاجتماع جاذبية هائلة ، ولكنّها لا تحتّم على الإنسان شيئا ، وكذلك التاريخ يسوق البشر في اتجاهه دون أن يكرهه على ذلك إكراها.
ولو لا قدرة الإنسان على تحدّي العوامل الضاغطة لما بنى حضارة ، ولا تقدّم شبرا ، ولما استطاع الروّاد أن يخرقوا جدر التخلّف بسهام التجديد ، وما قدر الثوّار أن يغيّروا الواقع السياسي الفاسد ، ولا انتصر الرسل على الجاهليين الذين كانوا يملكون وسائل الإنتاج ، وأجهزة الاعلام ، وجاذبية المجتمع.
[٢١] ومن الحتميّات الموهومة الحتميّة التاريخية ، ولا يعترف الدين بالتاريخ والتراث وتقاليد الآباء إلّا بقدر ما فيه من هدى الله الموحى به عبر رسالاته ، ولذلك نجد الذكر الحكيم يذكّرنا بأنهم ما داموا لا يملكون كتابا يستمسكون به فلا قيمة لماضيهم.
(أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً مِنْ قَبْلِهِ)
من قبل القرآن الذي يجادلون فيه.
(فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ)
[٢٢] كلّا .. إنّ اعتمادهم ليس على العلم (لأنه ما لهم به من علم) ولا على كتاب ، إنّما على تقاليد بالية.
(بَلْ قالُوا إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ)