على طريقة يأتمّ بعضهم بالبعض فيها.
(وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ)
نحن سائرون على آثارهم فنحن إذا مهتدون.
كلّا .. إنّ الآباء لم يكونوا أنصاف آلهة ، ولا شرعية لعملهم ، ولا هدى في آثارهم من دون علم أو كتاب.
[٢٣] وهذه عادة باطلة درج عليها المترفون حينما بعث الله إليهم الأنبياء.
(وَكَذلِكَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ)
فلربما كانت عقيدة الآباء منحرفة ، ولربما كانت صحيحة ولكن في وقتها ، إذ أنّ «تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَها ما كَسَبَتْ وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ وَلا تُسْئَلُونَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ» أو قد يكونوا صالحين ولكن مع تقادم الزمن حرّفت عقائدهم.
وهذه الآية تبيّن لنا أنّ الناس انقسموا تجاه أنبيائهم الى قسمين : قسم اتبع الأنبياء ، وهم المستضعفون ، وقسم خالف هدى الأنبياء ، وهم المترفون ومن اتبعهم من عامّة الناس.
[٢٤] بلى. من السفاهة اتباع الآباء بلا تعقّل ، كما لا ينبغي رميهم بالانحراف رأسا ، إنّما يجب اتباع أهدى السبل سواء عرفه الآباء أم لا.
(قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آباءَكُمْ)
وهذا طعن غير مباشر ، وغير حاد لعقيدة الآباء ، فالرسول لم يطعن في سيرة