وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ
وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ
هدى من الآيات :
ينذر القرآن الذين يعاندون الرسالة ، فلا يتبعون الحق ، بأنّ عنادهم سوف يسلّط عليهم عذابا لن يحيد عنهم.
وإذا عاند الإنسان الحق فإنّه سوف ينكر كلّ شيء حق بلا تورّع (وقد رأينا كيف أنّ بعض الفلاسفة في التاريخ أنكر الوجود الذي هو أظهر وأجلى شيء عرفه البشر ، فقالوا : إنّ ما نراه لا يعدو كونه خيالات) .
ثم يبيّن ربّنا سفه ما يقوله المشركون من أنّ لله ابنا ، وذلك بأن يردّ عليهم الرسول (ص) أنّه أوّل العابدين لله ، وأنّ كلّ شيء مخلوق لله ، وليس من شيء قائم بذاته ، إنّما الله القائم على كلّ شيء ، فلو لا أنّه يمسك السموات والأرض لزالتا ، ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده! وكما في التكوين كذلك في التشريع ، فلو أراد الله أن يفقر أحدا هل يغنيه أحد؟! أو أراد أن يضلّه هل يهديه أحد؟!