الدنيا دار ابتلاء ، وستبقى فيها فرصة الإنكار أو الجدل لمن حقت عليه كلمة الضلال ، فحتى عصا موسى الذي ابتلع حبال السحرة لم يفحم فرعون الجاحد بل قال للسحرة : (إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ. وَكانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً) .
وهكذا ذكّرتنا الآية هنا : أنّ النصر الشامل للرسل يكون عند انتهاء وقت الامتحان وحلول ساعة الجزاء.
(وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ)
هنالك الولاية لله والشهادة لأوليائه ، حيث يرى الناس المقام الكريم والمقام المحمود للرسل والمؤمنين حيث يقومون بالشهادة لهذا فيدخل الجنة وعلى هذا فيدخله الله النار.
[٥٢] أمّا الظالمون فهم الخاسرون إذ لا تنفعهم الأعذار التي عادة يبرّرون بها ظلمهم في الدنيا ، كما أنّهم يلاحقون بلعنة الله والطرد عن بركاته ورحماته ، كما أنّ مستقرّهم الأخير يكون النار.
(يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ)
[٥٣] لقد نصر الله المؤمنين من بني إسرائيل عند ما هيّأ لهم قائدا كريما كموسى بن عمران ، وزوّده بالتوراة ، فيها هدى يحتوي على جملة القيم والتعاليم المباركة ، وفيها ذكرى ومواعظ لمن شاء أن يزداد قربا من ربّه ووصولا الى الحقائق التي هي اللباب والجوهر.
(وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْهُدى وَأَوْرَثْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ)