الشيرازي : سمعت الشريف أبا القاسم أحمد بن الحسين الحسيني المعروف بالعقيقي يقول في قول الله عز وجل في قصة يوسف وخطابه لأخوته : «إنه من يتق ويصبر (١)» قال : يتق الله في جميع أموره ويصبر على العزوبة كما (٢٣ ـ و) صبر يوسف عن زليخا وعزو بته في تلك السنين كلها (٢).
قرأت في جزء وقع إليّ من أماني أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه ، نكتتب من إملائه وعليه خطه : سأل سيف الدولة جماعة العلماء بحضرته ذات ليلة فقال : هل تعرفون اسما ممدودا وجمعه مقصور؟ فقالو : لا ، فقال ابن خالويه ما تقول أنت؟ قلت أنا أعرف اسمين ممدودين وجمعها مقصور ، قال : ما هما؟ قلت : لا أقول لك ذلك إلا بألف درهم ، ثم كتبت رقعة فقلت : إنما لم أقلهما لأن لا تؤخذ بغير شكر ، وهما صحراء وصحارى ، عذراء وعذارى ، فلما كان بعد شهر كتبت إليه إني قد أصبت حرفين آخرين ذكر هما الجرمي في كتاب التنبيه ، وهما صلفاء وصلافى وهي الأرض الغليظة ، وخبراء وخبارى وهي أرض فيها ندوّة (٣) ، فلما كان بعد عشرين سنة من هذا الحديث أمللت هذهع الأحرف على أبي القاسم العقيقي أيده الله ، فلما مضى إلى دمشق كتبت إليه : إنه بإقبال الشريف ويمنه لما استغرب هذه الأحرف وجدت حرفا خامسا ذكره ابن دريد في الجمهرة وهو سبتاء وسباتاء وهي الأرض الخشنة (٤).
قرأت في جزء وقع إلي بخط أبي القاسم حمزة بن عبد الله بن الحسين
__________________
(١) سورة يوسف ـ الآية : ٩ :
(٢) انظر مختصر تاريخ ابن عساكر لابن منظور : ٤٥ ـ ٤٦.
(٣) منقع الماء وما لان من الارض واسترخى. القاموس.
(٤) الذي جاء في جهرة ابن دريد : ٣ / ٤٧٦ : «ويقال نشمت الارض اذا انزت بالماء قال : والمنماة من الارض السوداء وهي السبتاء ، والجمع السباتى». هذا وكتب ابن العديم في حاشية الاصل «بعده الورقة المزيدة». وجاءت بداية هذه الورقة في ٢٤ ـ و، ونهايتها في ٢٣ ذظ.