ويسمي غيره من الشعراء باسمه (٤٠ ـ ظ) وكان يقول : ليس في شعره لفظة يمكن أن يغرم عنها ما هو في معناها.
وقرأت في بعض كلام أبي العلاء : قد علم أن أحمد بن الحسين كان شديد التفقد لما ينطق به من الكلام ، يغير الكلمة بعد أن تروى عنه ، ويفرّ من الضرورة وإن جلب إليها الوزن.
سمعت شيخنا ضياء الدين الحسن بن عمرو الموصلي ، المعروف بابن دهن الخصا يقول : كان أبو العلاء المعري يعظم المتنبي ويقول : إياي عني بقوله :
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي |
|
وأسمعت كلماتي من به صمم (١) |
أنبأنا أحمد بن أزهر بن عبد الوهاب السبّاك قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ـ إجازة عن أبي علي التنوخي ـ قال : حدثني أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الصقر الكاتب ـ رجل من أهل معلثايا (٢) ، وممن نشأ بالموصل ، وكان أبوه عاملا لسيف الدولة على أنطاكية ، وهو من أهل الأدب قال : جرى ذكر أبي الطيب المتنبي بين يدي أبي العباس النامي المصيصي فقال لي النامي : كان قد بقي من الشعر زاوية دخلها المتنبي.
قال : وقال لي في هذا المجلس : كنت أشتهي أن أكون قد سبقته إلى معنيين قالهما ما سبق إليهما ، ولا أعلم أنّ أحدا أخبر عنهما قبله ، فقلت : ما هما؟ قال : أما أحدهما فقوله : (٤١ ـ و)
رماني الدهر بالأرزاء حتى |
|
فؤادي في غشاء من نبال (٣) |
__________________
(١) ديوانه : ٢٤٩.
(٢) بلد قرب جزيرة ابن عمر من نواحي الموصل. معجم البلدان.
(٣) ديوانه : ١٩٠.