أنبأنا أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري قال : وفي أحد الربيعين ، يعني ، من سنة سبع وثلاثين وستمائة توفي الشيخ الأجل الفاضل أبو العباس أحمد ابن محمد بن مفرح الأموي الأندلسي ، الإشبيلي ، العشاب ، الزهري ، النباتي ، الحزمي ، المعروف بابن الرومية ، بإشبيلية.
سمع من أبي عبد الله محمد بن سعيد بن زرقون ، وأبي بكر محمد بن عبد الله بن يحيى بن الجد ، وأبي محمد أحمد بن جمهور بن سعيد القيسي ، وأبي بكر محمد بن علي بن خلف التجيبي ، وغيرهم.
ورحل وسمع ببغداد من غير واحد ، ولقيته بمصر بعد عوده من الرحله ، وحدث بمصر أحاديث من حفظه ، ثم توجه الى الغرب ، ولم يتفق لي السماع منه ، وجمع مجاميع (١).
والعشاب : بالعين المهملة والشين المعجمة المشددة ، وبعد الألف باء بواحدة ، والزهري : بفتح الزاي وسكون الهاء ، والنباتي : بفتح النون وبعدها باء بواحدة مفتوحة ، وبعد الألف تاء ثالث الحروف ، وكل ذلك نسبة الى معرفة الحشيش والنبات ، ويقال أنه كان مهاجرا في ذلك جدا ، والحزمي بفتح الحاء المهملة وسكون الزاي ، نسبة إلى مذهب أبي محمد علي بن أحمد بن حزم (٢).
أخبرني أبو جعفر أحمد بن محمد بن صابر قال : أخبرني من أثق به أن أحمد بن محمد بن المفرح بن الرومية كان جالسا في دكانه بإشبيلية يبيع الحشائش وينسخ ، فاجتاز به الأمير أبو عبد الله بن هود ، سلطان الأندلس ، فسلم عليه ، فرد عليه السلام ، واشتغل بنساخته ولم يرفع إليه رأسه ، فبقي واقفا ينتظر أن يرفع اليه رأسه ساعة طويلة ، فلما لم يحفل به ساق فرسه ومضى.
__________________
(١) لم يصلنا الجزء الحاوي لوفاته من التكملة.
(٢) بقي من (٤ ـ و) سطران.