أيها القراء الأحرار : تعالوا معي لنفكر في التطورات الإنسانية الخمسة. هل يجوز لذوي الضمائر الحية الواعية أن يتخيلوا أو يتصوروا أن تلك التطورات جرت بالمصادفات ؟ كلا. وكيف يكون ذلك وفترة حدوثها أيّام قلائل من مدة الحمل ، كل ذلك مع العلم بفترات الإنشاء المتعاقبة لملايين من الناس. ففي فترة واحدة نشاهد ملايين في بطون الأمهات ، وملايين أخرى يولدون ، وكذلك ملايين يموتون وإلى ربهم يرجعون.
ملاحظة : عرضت الموضوع على ثلاثة أطباء كانوا مجتمعين فأبدوا إعجابهم لذلك ، فتبين أن علم الطب منعزل عن هذا البحث ، وذلك لأنّه خارج عن مفاهيم الفسلجة والوراثة.
( بلى قادرين على أن نسوي بنانه ) ( القيامة / ٤ )
أيها القراء الأعزاء ، يجدر بنا أن نذكر هذه الآية الكريمة لعلاقة بحثها بما سبق. فاستضيئوا بنورها الساطع اللامع ، ليتبين لكم درب الخير والسعادة ، ومن فرّ من النور فإنه مريض بالرمد ، ومن لم يأنس به فهو مصاب بالعمى ، ومن انعزل عنه فهو كالخفاش الذي لا يطير إلا في الأماكن المظلمة ولا يأوي إلا إليها. أجل إن نور الآية الكريمة ( بلى قادرين على أن نسوي بنانه ) يشع في القلوب الواعية فتطمئن بذكر ربها وتخشع لجلاله ، وتؤمن أن القرآن الكريم هو المعجزة الكبرى الخالدة للنبي محمد صلىاللهعليهوآله وأصحابه الطيبين وسلم. ويتجلى ذلك في اسلام عالم ألماني ( كما جاء في تفسير الجواهر لسورة القيامة ) فإنه سبب إسلامه وإيمانه بصدور القرآن من الله سبحانه وتعالى بعد دراسته للآية السابقة بأنها تشمل أسرارا علمية لم تكن معروفة في زمن صدورها لدى أحد من البشر ، فأكتشفها علم القرن العشرين. وهي طبعات الأصابع ومظاهر التوقيع ، وذلك ما جاء في
( زواج بغير اعوجاج )