عبد الجبار ابن أحمد بن عمر قال : أخبرنا أبو بكر الحسن بن الحسين بن بندار ، وقالت خديجة : أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أحمد بن علي بن الحسين بن بندار قال : حدثني جدي أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار ـ قال : حدثنا محمود ابن محمد الاديب ، قال : حدثنا أبو القاسم (٣١ ـ ظ) علي بن الحسن بن بيان قال : حدثنا شبابة بن سوار قال : حدثنا أبو بكر الهذلي قال : مرض الحجاج ، فقال الناس : مات. فأفلق فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : يا أهل العراق والشقاق والنفاق والمراق ، قلتم مات الحجاج فمه؟ فو الله ما سرني أني ممن لا يموت ، والله ما رضي الله البقاء إلّا لأهون خلقه عليه ابليس ، ولقد سأل الله العبد الصالح سليمان فقال : «رب هب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي» (١) ، فأعطاه الله ذلك كله ، ثم صار الى الموت. أيها الرجل وكلكم ذلك الرجل ، كأني بك وقد انطلق بك على سريرك الى ثلاث أذرع من الارض في ذراعين ، ثم سن عليك التراب سنا (٢) ، فأكلت الديدان لحمك ، ومصت دمك ، ورجع الحبيبان أحدهما يقسم للآخر : حبيبك من ولدك يقسم حبيبك من مالك ، ثم يمرون بحبوة قبرك بعد ثالثة فانهم لم يعرفوك ، أما ان الذين يعلمون ، يعلمون ما أقول.
أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال : أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال : أخبرتنا فاطمة بنت أبي حكيم الخبري قالت : أخبرنا علي بن الحسن الشاعر ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن خالد الكاتب ، قال : أخبرنا أبو محمد بن المغيرة قال : حدثنا أحمد بن سعيد الدمشقي قال : حدثنا الزبير بن بكار ، قال : حدثني علي بن صالح عن عامر بن صالح قال : مرض الحجاج مرضا (٣٢ ـ و) شديدا ، فأرجف أهل العراق بموته ، فخرج مندملا من مرضه حتى أوفى على ذروة المنبر فقال : ألا إن أهل العراق أهل الشقاق والنفاق نفخ الشيطان في مناخرهم ، فقالوا : مات الحجاج ومات الحجاج ، وإن مت فمه؟ والله ما أحب ألا أموت ، وهل أرجوا الخير كله الا بعد الموت ، وما رأيت الله علا ذكره وتقدست أسماؤه رضي التخليد لأحد من خلقه إلا لأخسهم
__________________
(١) سورة ص ـ الآية : ٣٥.
(٢) يقال : سنيت الشيء اذا فتحته وسهلته. النهاية.