الفناء ، وعلى الآخرة البقاء ، فلا فناء لما كتب عليه البقاء ، ولا بقاء لما كتب عليه الفناء ، فلا يغرنكم شاهد الدنيا عن غائب الآخرة ، واقهروا طول الأمل بقصر الأجل.
وقال : حدثنا محمود بن محمد الأديب قال حدثنا الحنفي ، يعني أحمد بن الأسود (٣٣ ـ و) قال حدثنا رفيع بن سلمة العبدي عن أبي عبيدة قال : خطب الحجاج فقال : والله ما يسرني ما مضى لي من الدنيا بعمامتي هذه ولما بقي منها أشبه بما مضى من الماء بالماء.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن ابراهيم بن مسلم الإربلي بحلب قال : أخبرتنا شهدة بنت أحمد الفرج قالت : أخبرنا طراد بن محمد الزينبي قال : أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران ، قال : أخبرنا أبو علي بن صفوان ، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، قال : حدثني محمد بن عمر بن علي الثقفي ، قال : حدثني عبيد بن حسين بن ذكوان المعلم عن سلام بن مسكين ، قال : خطب الحجاج ، ـ أو قال : خطبنا ـ فقال : أيها الرجل ، وكلكم ذلك الرجل ، زمّوا أنفسكم ، وأخطموها بأزمتها الى طاعة الله ، وكفوها بخطمها عن معصية الله.
وقال : حدثنا ابن أبي الدنيا قال : حدثني أبو محمد التيمي قال : حدثنا هشام بن عمار قال : حدثنا شهاب بن خراش قال : حدثنا سيار أبو الحكم قال : سمعت الحجاج بن يوسف على المنبر يقول : يا أيها الرجل ، وكلكم ذلك الرجل ، رجل خطم نفسه وزمها فقادها بخطامها الى طاعة الله وعنجها (١) بزمامها عن معاصي الله.
أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال : أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي ـ إجازة إن لم يكن سماعا ـ قال : أخبرنا ثابت بن بندار بن ابراهيم ، قال : أخبرنا أبو تغلب عبد الوهاب بن علي بن الحسن الملحمي ، قال : حدثنا المعافى بن زكريا الجريري ـ إملاء ـ قال : حدثنا محمد بن القاسم الأنباري قال : أخبرنا أحمد بن يحيى قال : حدثنا عمر بن شبة عن أشياخه قال :
__________________
(١) عنج ناقته بزمامها : جذب زمامها لتقف. النهاية لابن الاثير.