بسم الله الرحمن الرحيم
هذا كتاب كتبه المنصور أبو علي الإمام الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين بن الامام العزيز بالله أمير المؤمنين لحسين بن علي بن حسين المغربي : إنك آمن بأمان الله ورسوله محمد المصطفى وأبينا علي المرتضى والائمة من آلهما مصابيح الدجى صلى الله عليهم وسلم ، وأمان أبينا الأقرب نزار أبي المنصور العزيز بالله أمير المؤمنين ، قدس الله روحه ، وصلى عليه ، على النفس والجسم وجميع الجوارح والحواس والمال والحال والأهل والأقارب ، والأنساب ، أمانا ماضيا (٢٥ ـ و) لا يتعقب بتأويل ولا يتبع بفسخ ولا تبديل وان الامام الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين آمن حسين بن علي بهذا الأمان ، بعد أن تحقق له ذنوبا كبيرة ، واجراما عظيمة فصفح عن علم ، وتجاوز عن معرفة وحلم ، وجعل هذا الأمان كالإسلام الذي يمحو ما قبله ، ويمهد الخير لما بعده ، فكل سعاية ووشاية وذنب وجريمة تنسب الى حسين بن علي هذا ، قد تحقق أمير المؤمنين أكثر منها وصفح عنه فلا يدله عليه إلّا بالاحسان إليه ، وإن لحسن بن علي هذا اختياره عند وقوفه على هذا الكتاب في انكفائه الى الباب العزيز والتعرض للخدمة ، أو التوفر على العبادة لا يكره على خدمة يستعفي منها ، ولا تقبل عليه الأقاويل في خدمة تتعلق بها ، وأقسم أمير المؤمنين الحاكم بأمر الله على ذلك بأيمان الله وغليظ مواثيقه ، وبيته الحرام ، ومشاعره العظام ، وآياته الكرام ، وحقوق جميع آبائه عليهم السلام ، فمتى غيّر أو بدّل ، أو أمر ، أو أملى أو أسرّ ، أو أعلن ، أو دس ، أو اغتال فجميع المسلمين في شرق الأرض وغربها وفي الموقان (١) والري.
وجدة وأذربيجان والدينور وهمذان ، والسهل والجبل ، والقريب والبعيد ، والعراق والشام ، وديار ربيعة وديار بكر وديار مضر وحلب ، ومصر والحجاز والمغرب ، في حل وسعة من بيعته ، وقد فسح الله لهم ، وفسح أمير المؤمنين في النكث لها ، وبرأ نفسه مما أوجبه عليهم والتزموه في أعناقهم ، وقد برىء من الله ورسوله ، والله ورسوله منه بريئان ، وبرىء اليه من حوله وقوته ، والتجى الى حول نفسه وقوتها ، وأشهد الله وملائكته وصالحي خلقه على نفسه بذلك كله أمانا مؤكدا ، وذماما مؤبدا ، وعهدا مسئولا ، وميثاقا محفوظا مرعيا ، وكفى بالله شهيدا. (٢٥ ـ ظ)
__________________
(١) ولاية واسعة بأذربيجان. معجم البلدان.