أراني أرى سنجار لا در درها |
|
إذا ما أجلت الطرف أرض وبار |
جواري بها شرّ الجوار فعلني |
|
أراها وما أنهارها بجوار |
وليت الحيا الوكاف (١) لا جاد ربعها |
|
وشبت مغانيها الغداة بنار (٣٢ ـ و) |
فليس بها من يرتجى لملمة |
|
وليس بها يوما مقبل عثار |
أظل بها حلف الهموم كأنما |
|
سقيت الردى فيها بكاس نوار |
أخبرني أبو الحسن علي بن الحسين بن دبابة قال : كان عمي أسرته الكرج ، وكان له دين على سنقر الحلبي الأمير بحلب ، فسعى والدي في فكاكه ، فقطع عليه الكراج أربعة آلاف دينار ، فجاء والدي الى حلب واستخلص دين عمي من سنقر الحلبي ، وجمع عليه شيئا آخر حتى تكمل أربعمائة (٢) دينار ، وسار بها الى خلاط (٣) ، وكان في صحبته غلام لعمي المأسور فوصل والدي الى خلاط في الشتاء ، وكان البرد شديدا ، فالتفت الى غلام أخيه في ميدان خلاط ، وقال يا فلان بالله لو أبصرت أخي الساعة هاهنا ما كان جيدا ونستريح من الصداع ومقاساة البرد ، ومن جمع أربعة آلاف دينار وما معنا غير أربعمائة؟ قال : فما استتم الكلام حتى ـ رأى شخصا يعرفه من أهل سنجار فسلم عليه وقال : ما رأيت أخاك؟ قال : وأين أراه : قال : هو في المدينة فقال : لا تفعل ، فقال : بلى والله ، ودخل إليه وأخرجه من المدينة الى أبي ، واجتمعا وقضى أمنية ، وكان قد هرب من الأسر واتفق وما اتفق.
قال لي عز الدين أبو علي حسن بن محمد القيلوي : توجه ابن دبابة الى سنجار ثم نوجه منها الى دمشق فمات بها بعد سنة عشر وستمائة ، وقال لي أبو الحسن علي ابن الحسين بن دبابة : توفي والدي (٣٢ ـ ظ) في جمادى الآخرة سنة ست عشرة وستمائة ، عن ست وسبعين سنة.
الحسين بن علي بن شبل بن طهمان :
ابو بكر الطهماني المعروف بشبل ، حدث بحلب عن اسحاق بن شاهين ، وروى
__________________
(١) أي المطر الغزير. النهاية لابن الاثير.
(٢) أي لم يستطع أن يجمع من كامل المبلغ المطلوب سوى أربعمائة دينار.
(٣) في تركيا ليس بعيدا عن بحيرة وأن ، ما تزال تحمل هذا الاسم ، وعلى مقربة منها جرت معركة مناز كرد المشهورة عام ١٠٧١ م.