أبا عبد الله ، ولد لخمس خلون من شعبان سنة أربع وقيل سنة ثلاث هذا قول الواقدي وطائفة معه.
قال الواقدي : علقت فاطمة بالحسين بعد مولد الحسن بخمسين ليلة ، وروى جعفر بن محمد عن أبيه قال : لم يكن بين الحسن والحسين إلّا طهر واحد ، وقال قتادة : ولد الحسين بعد الحسن بسنة وعشرة أشهر لخمس سنين وستة أشهر من التاريخ وعق عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما عق (١) عن أخيه ، وكان الحسين فاضلا دينا كثير الصوم والصلاة والحج ، قتل رحمه الله يوم الجمعة لعشر خلت من المحرم ، يوم عاشوراء سنة إحدى (٣٨ ـ و) وستين بموضع يقال له كربلاء من أرض العراق ، وبناحية الكوفة ، ويعرف الموضع أيضا بالطف قتله سنان بن أنس النخعي ، ويقال له أيضا سنان بن أبي سنان النخعي وهو جد شريك القاضي ، ويقال بل الذي قتله رجل من مذحج ، وقيل قتله شمر بن ذي الجوشن ، وكان أبرص ، وأجهز عليه خولي بن يزيد الأصبحي من حمير ، حز رأسه ، وأتى به عبيد الله بن زياد وقال :
أوقر ركابي فضة وذهبا |
|
إني قتلت الملك المحجّبا |
قتلت خير الناس أما وأبا |
|
وخيرهم إذ ينسبون نسبا |
وقال يحيى بن معين : أهل الكوفة يقولون : إن الذي قتل الحسين عمر بن سعد ابن أبي وقاص ، قال يحيى : وكان ابراهيم بن سعد يروي فيه حديثا أنه لم يقتله عمر بن سعد.
قال أبو عمر بن عبد البر : إنما نسب قتل الحسين الى عمر بن سعد لأنه كان الأمير على الخيل التي أخرجها عبيد الله بن زياد الى قتل الحسين ، وأمر عليهم عمر ابن سعد ووعده أن يوليه الري إن ظفر بالحسين وقتله ، وكان في تلك الخيل والله أعلم ـ قوم من مضر من اليمن.
قال أبو عمر : لما مات معاوية وأفضت الخلافة الى يزيد وذلك في سنة ستين وردت بيعته على الوليد بن عقبة بالمدينة ليأخذ البيعة على أهلها ، أرسل الى الحسين
__________________
(١) العقيقة : الذبيحة التي تذبح عن المولود. النهاية لابن الاثير.