فاصبر كما صبر أولو العزم
هدى من الآيات :
يستمر السياق في الحديث عن سنّة الله في الخليقة التي تتجسد في بعث الأنبياء ـ عليهم أفضل الصلاة والسلام ـ كلّما انحرف الناس عن المسيرة ، وإنذارهم بمصيرهم المرتقب ، ويشير إلى القرى التي أنذر أهلها بالأنبياء ، وأنزل لهم الكتب لعلّهم يهتدون ، ولكنّهم بدل أن يعبدوا الله ويعتمدوا عليه إذا بهم يعبدون الأنداد من دونه ، فلم يغنوا عنهم ـ ساعة الانتقام ـ شيئا.
ويقصّ علينا ربّنا في هذا السياق كيف صرف إلى الرسول نفرا من الجن يستمعون القرآن فلمّا آمنوا به ولّوا إلى قومهم منذرين ، ولعلّ سبب ذكر هذه القصة في هذا السياق أنّ الكفّار كانوا يزعمون بأنّ الجن أنصاف آلهة ، وأنّهم يدفعون عنهم الضراء. أو لم يقل ربّنا سبحانه : «وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِ» ، فجاءت هذه القصة لبيان حاجة الجن أيضا إلى الرسالة.