هما سواء عندك ابن عمك الذي يأكل أموالك بالباطل والقاضي الذي يردّ حقّك إليك؟ وماذا ينفعك غنى الثري الذي يمتص دماء المحرومين؟ وما ذا يضرّك فقر البائس الذي يعيش إلى جنبك بوداعة وطيبة؟
العقل يحكم بفساد تلك المقاييس جميعا ، وإنّما المقياس هو الحق ، فمن اتبعه صاحبناه ، ومن خالفه عاديناه ، أنّى كانت سائر الوشائج بيننا وبينه.
وبما أنّ الكفّار اتبعوا الباطل بما يحمل من أخطار عليهم وعلى الإنسانية فإنّنا نعاديهم ، حتى ولو كانوا ينطقون بلغتنا ، ويسكنون وطننا ، أو كانوا من ذوي أقاربنا.
بينما المؤمنون الذين يتبعون الحق نستريح إليهم ، لأنّ الحق ينفعنا جميعا ، حتى ولو كانوا من الأبعدين لغة ، ووطنا ، وقرابة.
(ذلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْباطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ)
والعقل يعرف الحق ، ولكن ليس بذلك الوضوح الذي يجعله مطمئنا بكلّ تفاصيله ، بينما الوحي الذي يهدينا إليه العقل يفصّل مجملات العقل تفصيلا مبينا. العقل يحكم ـ مثلا ـ بحسن العدل ، ولكنّه قد يتشابه عليه العدل في قضية فيقف حائرا ، وهنا يفصّل الوحي حكم العدل فيها بما يستثيره من دفائن العقل ، ويكشفه من خبايا العلم ، وما يبيّنه من أحكام الشرع.
(كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ لِلنَّاسِ أَمْثالَهُمْ)
المثال : مجموعة الصفات التي يجسّدها الشخص ، فإذا قلنا : مثال فلان ، أي