سبحانه : «فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ»
(حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ)
قالوا : الثخن بمعنى الغلظة ، ويطلق على الغلبة ، ونقل عن لسان العرب اثخن إذا غلب وقهر ، وقال البعض : أنّه بمعنى تراكم القتلى والجرحى فوق الأرض.
(فَشُدُّوا الْوَثاقَ)
أي قيّدوهم بحبل أو ما أشبه بشدّة كناية عن أسرهم.
ويستوحى من الآية أنّ مرحلة أخذ الأسرى متأخّرة عن مرحلة القتال ، فلا ينبغي أن ينشغل الجيش قبل قهر عدوّه بالأسرى.
(فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً)
هنالك يختار القائد بين أن يمنّ على الأسير بإطلاق سراحه ، حين لا يرى في إبقائه مصلحة أو يرى في إطلاق سراحه مصلحة هامّة للمسلمين ، وبين أن يقبل الفدية التي قد تكون قدرا من المال يفرض على العدو بإزاء كلّ أسير ، وقد تكون بعض التنازلات والضمانات أو ما أشبه ، ولعلّ من معانيه القيام بتبادل الأسرى مع العدو.
وقال الفقهاء تبعا للنصوص الشرعية : إنّ هنالك خيارا ثالثا هو استرقاق الأسرى.
(حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها)
والوزر هو الثقل ، والحرب ثقيلة على الأمة بما فيها من مشاكل ، كما أنّ