وألّا تعلوا على الله
هدى من الآيات :
يتعرّض البشر إلى نوعين من الفتن في حياته :
الأوّل : الفتن اليومية ، وهي تشبه سائر متغيرات حياة الفرد التي تتكرّر عليه ، فهو كما يجوع فيشبع ، ويظمأ فيرتوي ، ويضحى فيسكن إلى مأوى ، فإنّه يصطدم بهذا النوع من الفتن ، ومن طبيعة الحياة انّها تحد من جانب واستجابة للتحدي من جانب آخر ، وهنا يكمن الابتلاء ، وإنّما يكتسب الإنسان الخبرة والإرادة والقوة ، كما ينمو وتنمو معه المواهب من خلال تحدي المشاكل والعقبات.
الثاني : الفتن الكبرى التي يتعرّض لها الفرد أو المجتمع ، وهي تتجدّد في كلّ عصر ، بيد أنّ قرار الإنسان فيها يكون مصيريّا ، فالفرد الذي ينتمي إلى حركة إصلاحية ، ويتدرّج في مراحل التوعية والتنظيم والعمل ، حتى يبلغ مكانا حسّاسا فيها. إنّ كل لحظة تمر عليه من عمره الحركي تعتبر لحظة خطيرة تحمل الفتنة