دائم.
الجبن الذي هدم حضارات عظيمة لم يدافع أهلها عنها أمام الغزاة البرابرة. وغيرها من أمراض القلب؟
ويجيب القرآن .. بالتدبر في القرآن.
(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ)
والتدبر أن نسير بأفكارنا الى عاقبة الأمور أو دبرها. وحين نتدبر في القرآن فاننا نتفكر في تطبيقات الآيات الكريمة ، وتجسدها في الواقع العملي ، وحسب التعبير القرآني في تأويلها.
الذين يتدبرون في القرآن يطبقون آيات القرآن على واقعهم ، فاذا قرءوا فيها آية تذكرهم بسنن الأولين ، بقوم عاد وثمود. يتساءلوا ماذا لو فعلوا مثل فعلتهم. أفلا يكون جزاؤهم الدمار أيضا؟ وإذا سمعوا موعظة زجروا أنفسهم بها أو سمعوا مرضا قالوا لعله موجود فينا دعنا نفتش في أوضاعنا عن آثاره ، فان وجدناه سارعنا لمحاربته وهكذا ..
ولأن مثل القرآن مثل الشمس فان يطبق كل يوم على أهل ذلك اليوم ، فلا بد أن نفتش في الواقع الخارجي ، وفي أنفسنا عمن يجري فيهم القرآن بأعينهم وصفاتهم. فمن هم المنافقون اليوم ومن هم المؤمنون؟ ومن هو الطاغوت الذي أمرنا لنكفر به؟ ومن هو الامام الذي تجب طاعته؟ ومن هي الدول التي تنتظر عاقبة قوم عاد؟ وما هي الحضارات التي تمثل حضارة ذي القرنين أو داود وسليمان؟ وهكذا .. وحينما تعصف بالأمة الفتن حتى تدع الحليم حيرانا ، هنالك لا بد من التدبر في القرآن لمعرفة السبيل الى الخروج منها. هكذا أمرنا الرسول الأكرم