الإطار العام
لقد كان صلحا صاخبا ذلك الذي رجع المسلمون به من مكة بعد أن تمنوا دخولها منتصرين أو لا أقل آمنين ، والصلح مع مشركي قريش واحد من أهم أحداث السيرة النبوية إثارة للجدل .. إذ كيف يمكن للمؤمنين الذين امتلأت نفوسهم غضبا على الكفار وسوقا إلى القتال معهم ، وشوقا إلى الشهادة أن يصالحوا عدو كافر ظالم؟
ولعل نزول سورة كاملة في هذا الموضوع وتسميتها باسم الفتح دليل على حساسية معالجة موضوع الصلح ، ومن زوايا عديدة.
أولا : إن الصلح لا يعني تسليما ، ولا ضعفا ، ولا تنازلا عن الأهداف الاستراتيجية للامة.
ثانيا : لا يعني الصلح تغليب رأي المنافقين الداعين إلى الصلح أو التهاون بالتعبئة العسكرية.