إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً
هدى من الآيات :
بعد تناول القرآن موضوع الفتح المبين وما تابع ذلك من حقائق اجتماعية أظهرها الوضع الجديد يحدّثنا ربّنا عن موقع الرسول (ص) بين المسلمين ، كأهمّ عبرة تستفيدها الأمّة من هذه الظاهرة التي لم يعرف الناس أبعادها لو لا أنّ الرسول بحكمته وحزمه تعامل معها ، واكتسب لهم ثمرات الفتح المبين. فهو (ص) لا يمثّل شخصه ، وإنّما يمثّل رسالته وربّه ، ومن ثمّ فإنّ بيعته والخضوع لأوامره ليس إلّا لله عزّ وجل ، وبهذه المناسبة يكشف السياق عن واقع المنافقين بأنّهم انتهازيّون ، ويبحثون عن مصالحهم فقط ، فتراهم يتبعون القائد ما دام ذلك لا يتعارض مع مصالحهم ، وإلّا تمرّدوا عليه بمختلف الأعذار ، ولقد أمرهم النبي (ص) بالتوجّه الى مكّة فنكصوا على أعقابهم خوفا من عواقب ما اعتبروه مغامرة غير محسوبة ، وعند ما عاد المسلمون الى المدينة فاتحين رجعوا إلى صفوف الأمة على جسر من الأعذار ، ولم يكن ذلك إلّا لأنّ خط الرسالة فرض نفسه على الواقع.