لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا
هدى من الآيات :
لأنّه قد جرى في البدء جدل بين المسلمين حول صلح الحديبية ، نجد السياق القرآني هنا يؤكّد على المكاسب الكبيرة التي جناها المسلمون من وراء هذا الصلح المبارك ، ليؤكّد على سلامة النهج الرسالي ، وضرورة الطاعة أبدا للقيادة الربانية ، كما تذكّر الآيات بهذه المناسبة بطائفة من الحقائق التي غابت عن الأذهان ، والتي تتصل بهذا الأمر اتصالا مباشرا.
الأولى : إنّ الحرب ليست هدفا بذاتها ، وإنّما هي وسيلة الى هدف لو حقّقناه من دونها يكون الأمر أفضل ، بل لا يصح آنئذ إثارتها أبدا.
الثانية : إنّ وصول المسلمين الى أهدافهم من دون الحرب ليس إلّا دليلا على تأييد الله لهم ، لأنّه يصعب الوصول الى مثل هذه الأهداف من دون التضحيات الباهظة.