فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
هدى من الآيات :
ينظر المؤمن إلى الحياة نظرة عقلانية تنعكس على سلوكه الشخصي الاجتماعي وعلى تعامله مع الطبيعة ، فهو يؤمن بالعدالة الالهية التي تحكم الخلق جميعا ، ويرى أنّ لكلّ شيء هدفا خلق من أجله ، فللسماء هدف ، وللأرض هدف ، ولكلّ مخلوق هدف.
وانّ سنة الجزاء التي تتجلى في جميع أبعاد حياة البشر مظهر لتلك الهدفيّة ، التي يشير إليها ربّنا الكريم ، ولكن في الجانب الاجتماعي منه ، مما يثير السؤال : لما ذا لا يتركّز الحديث عن الفرد؟ والجواب : لأنّ تفاعل الأفراد مع بعضهم ، وبالتالي انصهارهم في بوتقة المجتمع ، لا يدع المفسّر أو الموجّه يتحرّك عن الفرد الواحد ، في تحليله أو توجيهاته ، فالمجرم لا يكون وحده مجرما ، إنّما يمارس الجريمة ضمن مجموع متجانس وبنية اجتماعية معينة ، ولو حدث أن اقترف الجرم شخص واحد فانّك تجد آثار المساهمة الاجتماعية واضحة فيه ، بالسكوت والتشجيع تارة ، وبالتعاون تارة