الإطار العام
حجب كثيرة تمنعنا من ملامسة الحقائق الكبرى ، والتي منها المسؤولية والجزاء ، وحين يسقط الإنسان عن نفسه هذه الحجب يشاهد الحقائق بوضوح يدعه متسائلا كيف ولماذا أنكرتها من قبل؟!
وفي سورة «ق» يعالج القرآن الحجب النفسية التي تمنع البشر عن الايمان بالآخرة ، ثم يسرد شواهدها ومشاهدها وما يجري لأهلها من صعقات هائلة ، بيد أن السياق ـ كما يبدو ـ يركز على حجاب التعجب الذي هو تيار عند الكفار ، عند ما يذكرون بالبعث ويقولون : هذا شيء عجيب؟! كيف يمكن أن نعود أحياء بعد أن نمسي ترابا؟ إنها عودة مستبعدة ، وتتلاحق بصائر الذكر في تقريب هذه الحقيقة : أولا : يعلم الله ما تأكل الأرض من أجسامهم ذرة ذرة ، خلية خلية ، وعنده كتاب حفيظ ، لا يدع شيئا إلّا ويحفظه.
ثانيا : إن وراء تكذيبهم بالحق حالة نفسية (خشية تحمل المسؤولية ، والخلود إلى