(عَنِيدٍ)
خالف آياته وأوامره وعاكسها في حياته.
وهكذا يدخل النار كل مانع للخير ، والخير كلمة واسعة تضم إليها الكثير من المفردات ، فقد يكون الخير المال الذي ينعم به الله على الإنسان فلا يخرج منه الحقوق الواجبة ، ولا ينفق منه على المحتاجين ، وقد يكون الخير هو العلم الذي زكاته نشره بين الناس ولكن صاحبه لا يتحمل رسالته في الحياة ، وهكذا يمتد ظل هذه إلى كثير من المفردات الأخرى. ولكن أهم معاني الخير القيادة الصالحة ، وأي خير أعظم من قيادة يهتدي بها الإنسان السبيل الحق في مرافق الحياة المختلفة؟ وكم يكون الإنسان آثما حينما يحارب أولياء الله ويصدّ الناس عنهم؟
وفي الخبر عن علي بن إبراهيم قال : «والخير ولاية علي (ع) وحقوق آل محمد (ص)» (١) ولا شك ان محاربة العلماء والفقهاء والقادة الرساليين جزء لا يتجزأ من محاربة الرسول والأئمة عليهم السلام ، بل هي محاربة الله ، أو لم يقل عزّ وجلّ : «من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة»؟ وهكذا يحاربه الذي ينال من سمعة أوليائه فيصنع حاجبا بين الناس وبينهم.
(مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ)
والمعتدي هو الذي يتجاوز الحدود والحقوق ، أما المريب فهو الذي لا قناعة عنده بالقيم وربما ادعى الايمان لأغراض خبيثة.
[٢٦] وكل هذه الصفات التي تستوجب جهنم (الكفران والعناد ، ومنع الخير والاعتداء والارتياب) كلها مظاهر للشرك الخفي أو الظاهر.
__________________
(١) نور الثقلين / ج ٥ ـ ص ١١٤