ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ
هدى من الآيات :
تشترك الأمّة الاسلامية وبنوا إسرائيل في عهدهم الرسالي في القضايا الجوهرية ، بالرغم من بعض الفوارق ، فلقد فضّل الله الأمة الاسلامية على سائر الأمم بالرسالة الخاتمة ، كما فضّل الله بني إسرائيل على من عاصرهم برسالته التي أنزلها على موسى بن عمران (عليه السلام) ، كما فضّلهما على الناس ببيّنات من الأمر ، تبصّرهم سبيلهم المستقيم ، وتوفّر لهم فرصة الوحدة ، ولكن لم تكن الرسالة لتعصم الناس عن أن يختلفوا لو لم يرد الناس أنفسهم ذلك ، ومن هنا فقد اختلف الناس من بعد موسى كما اختلفوا بعد نبيّنا محمّد (صلّى الله عليه وآله) بغيا بينهم ، وليس لنقص في عوامل الوحدة المتوافرة لديهم من عند الله سبحانه.
ولعلّ سبب المقارنة بين بني إسرائيل والأمة الاسلامية يوجز في أمرين :
الأول : ما سبق من حديث الرسول الدال على أنّ الأمة الاسلامية ستحذو حذو