(وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ) (١).
الثانية : تحوّلها الى جزئيات وذرّات صغيرة يقول تعالى : (وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ) (٢) ، (وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلاً) (٣).
الثالثة : وأخيرا تتلاشى ، قال تعالى : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً) (٤) ، وقال حاكيا التتالي في هذه المراحل : (وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً) (٥) ، ويبدو أنّ الجاذبية تنعدم يوم القيامة فتفقد الأجسام وزنها ، وحيث تقع في الفراغ من الجاذبية تتفكّك جزيئاتها فتصير أجساما وذرأت صغيرة ثم تتلاشى وتضحى كالسراب.
[١١] وحين تواجه النفس البشرية حقائق عظيمة تثقل عليها تتهرّب منها بالتكذيب بها زاعمة أنّ ذلك يجديها نفعا ، ويوقفها القرآن أنّ التكذيب ليس لا يغني عنها شيئا ، بل هو بذاته يستدرج عذابا عظيما ، فلا فرار إلّا إلى الله والتسليم للحقائق.
(فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ)
وبما أنّ المكذّبين يعتمدون على قيم وعلاقات مادية ، يزعمون أنّها تنفعهم شيئا عند ما يكذّبون بالحقائق ، فقد نسفها نسفا ، وبيّن أنّ النظام الكوني على عظمته لا يستقرّ يوم القيامة فكيف بهذه العلاقات والقيم؟
__________________
(١) التكوير / (٣).
(٢) القارعة / (٥).
(٣) المزمل / (١٤).
(٤) طه / (١٠٥).
(٥) النبأ / (٢٠).