سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ
هدى من الآيات :
يعالج هذا الدرس الحجب التي منعت الكفّار عن الايمان بالرسالة. إنّهم لم يعرفوا كيف يمكنهم أن يبرّروا موقفهم من الوحي ، فقالوا عن الرسول بأنّه كاهن ، ثم اتهموه بالجنون ، بل وسمّوه شاعرا ، ثم أكّدوا ضلالتهم بعد ما تبيّن لهم بطلان التهم السابقة وقالوا بأنّه ساحر ، ولكنّ الأمر ليس كذلك ، إنّما هم طاغون لا يريدون الايمان بالحق تهرّبا من المسؤولية فبحثوا لموقفهم عن تبرير فلجئوا إلى تلك التهم الرخيصة ، فموقفهم كما تبريراتهم إذا ليس بمعقول ، والجدال معهم لا ينبغي أن يكون جدلا عقليّا ، إنّما ينبغي أن يهزّ ضمائرهم ، لذلك نجد في الآيات تهديدا مبطّنا بالعذاب : «قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ» كما نجد في الآيات من جهة أخرى إثارة للكفار نحو التفكّر في الخلق من حولهم ، ليكبحوا جماع الغرور في أنفسهم ، ويخرجوا من قوقعة الذات إلى الآفاق الواسعة.
إن استشارة عقل الإنسان نحو التدبّر في الآفاق (الطبيعة والقوانين التي