ويتكبر على الحق اعتمادا عليه؟!
ويتساءل البعض : إذا كانت الأمور بيد الله وان اليه منتهاها فلما ذا السعي إذا؟ وكيف ان ربنا بيّن آنفا (أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى)؟ وربما اتخذ البعض من آيات كهذه تبريرا لتقاعسهم أو دليلا على مذهب الجبر المرفوض عقلا وشرعا.
بيد ان النظر الشامل في الآيات يجيب على هذه التساؤلات ، كيف؟
ان الأمور بيد الله ، ولكن الله يأمر بالحق ويجريه ، فهو الذي يضمن العدالة الجارية في الخلق ، وهو الذي يعيد سعي الإنسان اليه ، ويجازيه عليه الجزاء الأوفى. ولو لا العقيدة بان الله يضمن تنفيذ العدالة لزعم البعض انه يستطيع ان يتهرب من مسئولية سعيه. أو كان يخشى من ضياع سعيه.
اذن السعي هو محور الجزاء ، ولكن الجزاء بيد الله فليس سعيك يوصلك إلى ما تريد مباشرة ، بل عبر ارادة الله وجزاءه ، فتكون المعادلة كالتالية :
سعي البشر أو عمله توفيق الله أو إرادته الجزاء.
[٤٩] ثم وفي سياق تأكيد انتهاء الأمور الى الله ، ينسف القرآن الاعتقاد بألوهية غيره تعالى ، ويضرب مثلا من واقع الذين يعبدون النجوم اعتقادا بان حركتها تؤثر في حياة الناس ، فتجلب لهم الخير أو الشر ، وعبادة النجوم كانت منتشرة عند قدماء المصريين كما في بلاد الرافدين كما ان القرآن يلمح في حديثه عن إبراهيم (ع) الى ان قومه كانوا يعبدونها.
ولعل من أشهر النجوم التي بقيت عبادتها رائجة حتى زمن الرسول (ص) كانت نجمة الشعرى قال علي ابن إبراهيم «نجم في السماء كانت قريش وقوم من