العرب يعبدونه ، وهو نجم يطلع في آخر الليل» (١) والقرآن هنا ينسف الاعتقاد بألوهية هذا النجم ، مبينا بأنه ليس إلّا خلقا من خلق الله ، لا حول له ولا قوة.
(وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى)
[٥٠] بعد ذلك تعرج بنا الآيات الى الحديث عن تاريخ الأمم السالفة ، بما يؤكد هيمنة الله على الخلق وانه يقدر الجزاء حسب اعمال العباد ، أترى ان هلاك الأمم حينما خالفت الحق وعصت الرسل ، وعتت عن أمر ربها كان صدفة؟ أذن لماذا تتكرر التجربة لاكثر من قوم ولنفس السبب؟
(وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى)
وهم القوم الذين أرسل الله إليهم هودا (ع) وقال الله (الأولى) ربما لواحد من الأسباب التالية :
آ ـ لأنهم أول الأقوام بعد هلاك البشرية بسبب الطوفان الذي ابتلع الأرض في عهد نوح (ع).
ب ـ لأنهم جيلان ولم يهلك إلّا الجيل الاول.
ج ـ ان الله أراد ان يسفه فكرة التقديس للأولين ، الذي سار عليه الجاهلون ومن بينهم قريش.
[٥١] وبعد عاد كانت ثمود ، قوم صالح (ع) الذين كذبوه وعقروا الناقة وقد كانت آية مبصرة فأهلكهم الله.
__________________
(١) نور الثقلين ج ٥ ص ١٧٤