وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ
هدى من الآيات :
إذا كانت هداية البشر هدف رسالات الله فإنّ الوسيلة المثلى التي تتبعها هي تذكرته وإنذاره ، لكي تتساقط حجب الغفلة والكبر عن قلبه. إنّ في ضمير الإنسان خوف دفين من مستقبل مجهول ، ويستثير القرآن هذا الخوف بتذكرته بالساعة ، وما الساعة؟ إنّها أدهى وأمرّ.
وهذا النهج نجده أكثر تجلّيا في السورة المكية ذات المقاطع القصيرة ، وبالذات سورة القمر التي تتجلّى فيها هذه الوسيلة بأظهر مصاديقها ، وقد سمّيت بذلك بسبب إشارتها إلى آية انشقاق القمر ، الظاهرة التي حدثت في عصر الرسول (ص) بمكة المكرّمة ، حسبما يقول أغلب المفسرين.
ويوصل القرآن بين هذه الظاهرة المعجزة وبين اقتراب يوم القيامة لأنّه قريب من بعثته (ص) ، وهو القائل : «إنّني بعثت والساعة كهاتين ، وجمع بين إصبعيه»