الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ
هدى من الآيات :
إنّ أهمّ حكمة وراء خلق الإنسان والكائنات أن يتعرف الرب لخلقه في كل شيء حتى لا يجهلوه في شيء فيعبدونه حق عبادته ، ولا ينظرون إلى شيء إلا ويرونه قبله ومعه وبعده. لقد كان سبحانه وتعالى كنزا مخفيا فأراد أن يعرف فخلق الخلق (١) ، لا لحاجة منه إليهم ، بل لحاجة منهم إليه ، ولا ليربح عليهم ، بل ليربحوا عليه.
وهكذا فان السمة البارزة في الخليقة هي رحمة الله ، وإن طبيعة الخلق الأولى للإنسان قبل أن تدنّس من المخلوقين أنفسهم لهي طبيعة إيجابية حميدة ، وإنّ فطرته ليست نابية ولا معادية. إنّه يتفكّر في نفسه فيراها غارقة في محيط من النعم والآلاء ، خلقه رحمة ، وتعليمه وبيانه نعمة أيضا ، ثم يجول بفكره في العالم من حوله فيرى
__________________
(١) محتوى حديث قدسي معروف.